تجدد الاشتباكات ومطالب بإقالة وزير الداخلية
إسلام أون لاين – وكالات
نفى د.أحمد السمان المتحدث باسم مجلس الوزراء اليوم الأربعاء 29-6-2011 ما تردد من أنباء حول تقديم اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية استقالته، إثر الاشتباكات التي وقعت مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء بين قوات الشرطة ومتظاهرين أسفرت عن إصابة ما يزيد عن 590 شخصاً.
كما نفى السمان - في تصريحات خاصة لـ"مصراوي" - ما أشيع عن استقالة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء، مؤكداً أن شرف حضر الاجتماع الأول للمحافظين صباح اليوم، وغادر مكتبه في طريقه لحضور القمة الإفريقية بغينيا نيابة عن المشير طنطاوي.
وحذر مستشار رئيس الوزراء من انتشار الشائعات التي تهدف لإحداث حالة من البلبلة لإعادة الثورة خطوات إلى الوراء ضمن مؤامرة تستهدف مصر. وأكد السمان أن مجلس الوزراء قد كلف أجهزة الدولة والنيابة العامة بالتحقيق في الأحداث بالإضافة إلى تحقيقات النيابة العسكرية، مشيراً إلى أنه سيتم عرض نتائج التحقيقات بمنتهى الشفافية فور الانتهاء منها.
مطالبات بالاستقالة
يأتي نفي السمان لاستقالة وزير الداخلية، عقب تظاهر الآلاف أمام مقر وزارة الداخلية المصرية في وسط القاهرة احتجاجا على أحداث ميدان التحرير خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة. وطالب المتظاهرون بإقالة وزير الداخلية منصور العيسوي، ورددوا هتافات تطالب بسقوط المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري، وذلك على خلفية الاشتباكات التي وقعت أمس في ميدان التحرير .
وكانت الاشتباكات وسط القاهرة قد تجددت اليوم، وأطلقت الشرطة المصرية الغاز المسيل للدموع على مئات الشبان المحتجين؛ الذين رشقوها بالحجارة بعد اشتباكات وقعت الليلة الماضية أصيب فيها أكثر من 1000 شخص.
واندلعت الاشتباكات في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء في حي قريب من ميدان التحرير؛ حيث تجمعت عائلات لبعض من قتلوا في الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك للمشاركة في حفل تكريم للضحايا.
ووصل أقارب قتلى آخرين وشكوا من أن أسماء قتلاهم لم تذكر في الحفل؛ مما تسبب في اشتباكات انتقلت إلى ميدان التحرير في وسط العاصمة ووزارة الداخلية وفق ما ذكره مسؤولون.
وهذه هي أول أعمال عنف من نوعها تقع منذ أسابيع في ميدان التحرير؛ المسرح الرئيسي للثورة التي أطاحت بمبارك في 11 فبراير الماضي.وقالت وزارة الصحة إن 1036 شخصا أصيبوا بينهم 40 شرطيا على الأقل.
توتر متصاعد
وصباح اليوم، رشق شبان الشرطة بالقرب من وزارة الداخلية بالحجارة أثناء توجه الموظفين إلى أعمالهم.وقال عدد من المارة إن الذين شاركوا في أحداث العنف كانوا عازمين على الاشتباك مع الشرطة وليس الاحتجاج. واعتبر بعضهم أن العنف حركته على ما يبدو عوامل سياسية.
وشوهدت سيارات إسعاف عدة في ميدان التحرير ظهراً، وكانت الشرطة قد غادرت الميدان. ومنع عشرات المراهقين حركة المرور من التدفق عبر ميدان التحرير مستخدمين الحجارة وقطعا معدنية.
وقاد البعض دراجات نارية في أشكال دائرية حول الميدان بطرق أثارت غضب المارة. وهتف رجل كبير السن في الميدان قائلا "بلطجية.. بلطجية يسيطرون على ميدان التحرير".
وعالج مسعفون أناسا معظمهم مصابون جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. وشاهد مراسل لرويترز أشخاصا عدة معظمهم مصاب بجروح طفيفة وبعضهم مصاب بجروح في الرأس.
تصريح رسمي
محسن مراد مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة قال إن قوات الأمن لم تدخل ميدان التحرير الليلة الماضية؛ وتعاملت فقط مع ما بين 150 و200 شخص حاولوا اقتحام وزارة الداخلية؛ وقذفوا بالحجارة وألحقوا أضرارا بسيارات وبعربات للشرطة.
وأشعل شبان النار في إطارات سيارات بشارع قريب من الوزارة اليوم الأربعاء؛ مما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان الأسود في الهواء.ووفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط التي نقلت عن مسؤول أمني إن تسعة أشخاص أحيلوا إلى النيابة العسكرية للتحقيق معهم للاشتباه في تحريضهم على العنف.
وقال المجلس الأعلى للقوات المسلحة على صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي؛ إن الأحداث "لا مبرر لها إلا زعزعة أمن واستقرار مصر؛ وفق خطة مدروسة ومنظمة يتم فيها استغلال دم شهداء الثورة بغرض إحداث الوقيعة بين الثوار والمؤسسة الأمنية في مصر لتحقيق هذه الأهداف."وفي تصريح للتلفزيون الحكومي قال عصام شرف رئيس الوزراء إنه يتابع التطورات وينتظر تقريرا كاملا بشأن الاشتباكات.
واستقبل مستشفى المنيرة القريب من موقع الأحداث مدنيين اثنين و41 شرطيا مصابا بجروح وكدمات وبحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
ردود فعل
ودعت الحركات السياسية إلى استمرار الاعتصام في الميدان إلى حين تحقيق كافة مطالب الثورة، والإسراع في محاكمة "قتلة الثوار"، وعلى رأسهم الرئيس السابق حسني مبارك، كما دعت قوى سياسية إلى ما أطلق عليه "جمعة إنقاذ دم الشهداء" بعد غد.
الإعلامية والمرشحة المحتملة للانتخابات الرئاسية بثينة كامل دعت إلى استمرار الاعتصام في الميدان إلى حين استكمال الثورة، ومحاكمة "قتلة الثوار" بأقصى سرعة، وطالبت كامل بإقالة اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية، بسبب استخدام القوة في قمع أهالي القتلى.
وإزاء التطورات في ميدان التحرير، أصدرت حركة شباب 6 أبريل بياناً طالبت فيه قوات الأمن بالانسحاب من ميدان التحرير وإيقاف ما أسمته "التصعيد الأمني تجاه المتظاهرين". ووجه البيان دعوة إلى المصريين بالتوجه إلى ساحة الميدان للاعتصام. وأشارت الحركة إلى أن التظاهرات التي كانت ستدعو لها يوم 8 يوليو ستبدأ من الليلة باعتصام مفتوح.
ظل العادلي
وقال المحلل السياسي حسن نافعة إن هناك نقصا في المعلومات بشأن ما حدث وإن التفاصيل غير واضحة. وأضاف أن الشيء المؤكد هو أن المصريين في حالة توتر وسبب ذلك هو أن المسؤولين يتأخرون في محاكمة مبارك والمسؤولين السابقين.
يذكر أن حكماً بالسجن صدر ضد وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في قضية فساد؛ لكن لا يزال يحاكم هو ومسؤولون آخرون في اتهامات لها صلة بقتل المتظاهرين. ورشق متظاهرون سيارات الشرطة بالحجارة أثناء جلسة محكمة يوم الأحد.
واستخدمت الشرطة الهراوات والغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية ضد محتجين في الأيام الأولى للانتفاضة التي استمرت 18 يوما قبل أن تصدر لهم أوامر بالانسحاب من الشوارع وتحرك الجيش. ثم تخلى مبارك عن السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
ويتلقى الرئيس السابق العلاج في المستشفى؛ ويواجه اتهاما بالتحريض على قتل المتظاهرين وقد يواجه عقوبة الإعدام، بينما ستبدأ محاكمة مبارك في الثالث من أغسطس
Nessun commento:
Posta un commento